قادة المنظمات الدولية يعقدون اجتماعاً تشاورياً رفيع المستوى لتنسيق الجهود من أجل السلام في السودان

في تحرك دبلوماسي مشترك يعكس تصاعد القلق الدولي إزاء الأزمة المستمرة في السودان، عقد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اجتماعاً تشاورياً رفيع المستوى، بهدف توحيد الجهود والعمل بشكل منسق لدفع مسار السلام ووقف القتال في البلاد.

جهود منسقة من أجل السودان

ناقش الاجتماع سبل تحقيق استجابة دولية أكثر تنسيقاً وفعالية من أجل إنهاء العنف المتصاعد في السودان، وتخفيف معاناة الشعب السوداني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والسعي نحو التوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار.

كما استعرض القادة المشاركون المسيرة التاريخية الطويلة والناجحة للتعاون بين منظماتهم في دعم استقرار السودان، مؤكدين أهمية البناء على الشراكات السابقة مع الدول الأعضاء والمؤسسات متعددة الأطراف. في المقابل، أقرّ الاجتماع بوجود تحديات حقيقية تعيق التنسيق الفعّال بين الأطراف الدولية، لا سيما في ما يتعلق بتوزيع الأدوار ووضوح المسؤوليات، مما أثر على فعالية جهود الوساطة وثقة أصحاب المصلحة.

تجديد الالتزام بسيادة السودان واستقلاله

وجدد المجتمعون التزام منظماتهم الثلاث بسيادة السودان ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه، مؤكدين ضرورة تجنب انهيار مؤسسات الدولة السودانية، وأن تستند أي جهود دولية إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وإعلان جدة، إلى جانب القرارات الصادرة عن الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.

رؤية تكاملية واستراتيجية مشتركة

دعا الاجتماع إلى اعتماد رؤية موحدة ومقاربة منسقة تستند إلى مبدأ التكامل، والاستفادة من المزايا النسبية لكل منظمة، والتركيز على الجهود الاستراتيجية المدعومة بالتعاون النشط بين الأطراف المعنية. وشدد الحضور على أهمية إنشاء آلية تنسيق متعددة الأطراف، من خلال تشكيل تجمع أوسع بمشاركة مؤسسات دولية وإقليمية قادرة على تقديم الدعم السياسي وتطوير المبادرات، بالتوازي مع التنسيق الوثيق مع آليات الدول الأعضاء.

التحضير للقمم الدولية المقبلة

اتفق المشاركون على استثمار فرص القمم المرتقبة لكل من الجمعية العامة للأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، لعقد اجتماع جديد على مستوى قادة المنظمات الدولية المعنية، بهدف تقييم التطورات على الساحة السودانية، وتعزيز مستوى التنسيق، والاتفاق على خطوات عملية تضمن كفاءة واستدامة الجهود المشتركة.

ويأتي هذا الاجتماع في وقت حرج يشهد السودان فيه تصاعداً في وتيرة العنف، وتدهوراً إنسانياً متسارعاً، ما يجعل من التنسيق الدولي ضرورة قصوى لإيجاد مخرج سياسي يعيد البلاد إلى طريق السلام والاستقرار.