top of page

تحولات استراتيجية: كيف أعاد أسامة بن لادن تشكيل علاقاته بالجماعات الجهادية خلال إقامته في حضن الأخوان في السودان

  • SBNA
  • قبل 22 دقيقة
  • 2 دقائق قراءة

خلال إقامته في السودان، شهد أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، تحوّلاً جوهرياً في استراتيجيته وعلاقاته مع الجماعات الجهادية. وفقاً للمفتي السابق للتنظيم، محفوظ ولد الوالد، فإن هذه الفترة تميزت بإعادة تقييم بن لادن لمواقفه، حيث ابتعد عن نهج المواجهة المباشرة مع الحكومات ورفض دعم الجماعات التي استمرت في هذا المسار. 



تحوّل في الفكر والمنهج


أوضح ولد الوالد، في حديثه لبرنامج “مع تيسير” الذي بث في 10 مايو 2025، أن انتقال القاعدة من أفغانستان إلى السودان كشف عن تباينات داخلية في الرؤى، خاصة تجاه حكومة الخرطوم الإسلامية آنذاك. وأشار إلى أن العديد من أعضاء التنظيم كانوا يفتقرون للعلم الشرعي الكافي، مما أدى إلى تسارعهم في إصدار أحكام التكفير دون دراية عميقة. 


بن لادن، من جانبه، رأى في السودان “القارب الوحيد” الذي يمكن أن يجمع المجاهدين، داعياً إلى التعامل بواقعية للحفاظ على هذا القارب، رغم ما وصفه بإغراق حكومة الخرطوم له لاحقاً. ولمعالجة الخلافات الداخلية، كلف ولد الوالد بوضع منهج جديد ينظم علاقات القاعدة مع الحكومات والجماعات الإسلامية الأخرى. 


إعادة تقييم العلاقات مع الجماعات الجهادية


في هذه المرحلة، بدأ بن لادن بإعادة النظر في علاقاته مع الجماعات الجهادية الأخرى، متراجعاً عن دعم بعض الجماعات التي كانت تربطه بها علاقات وثيقة خلال فترة الجهاد الأفغاني. من بين هذه الجماعات، كانت جماعة الجهاد المصرية، التي شارك بعض مؤسسيها في تأسيس القاعدة. ورغم العلاقات السابقة، بدأ بن لادن في تقليص دعمه لها، مما أدى إلى توتر بين الطرفين. 


كما شنت جماعة الجهاد هجمات ضد الحكومة المصرية، بما في ذلك تفجير سفارة القاهرة في إسلام آباد، دون علم بن لادن، مما دفعه إلى الابتعاد عنها والتركيز على دعم العمل السلمي المنضبط بدلاً من المواجهة المباشرة مع الحكومات. 


مواقف متباينة تجاه الجماعات الأخرى


بالنسبة للجماعة الإسلامية الليبية، نصحهم بن لادن بعدم الدخول في مواجهة مسلحة مع نظام معمر القذافي، متوقعاً فشلها كما حدث مع محاولات سابقة ضد حكومات أخرى. إلا أن الجماعة لم تأخذ بنصيحته، وأعلنت الجهاد ضد القذافي، مما أدى إلى فشلها وفرارها إلى أفغانستان لاحقاً.


أما في الجزائر، فقد دعم بن لادن الجماعة الإسلامية المسلحة عندما قررت مواجهة الحكومة بعد إلغاء نتائج الانتخابات التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ عام 1991.


تُظهر هذه التحولات في مواقف بن لادن خلال فترة وجوده في السودان تطوراً في استراتيجيته، حيث بدأ في التركيز على بناء تنظيم أكثر انضباطاً وواقعية، مع إعادة تقييم علاقاته وتحالفاته بناءً على الظروف السياسية والشرعية المحيطة.

Comments


أحدث الأخبار

احصل على أخبار السودان مباشرة إلى بريدك الإلكتروني. اشترك في نشرتنا الإخبارية الأسبوعية.

© 2025 by The Global Morning. Powered and secured by SBNA

bottom of page