مؤتمر لندن حول السودان: دعم إنساني كبير وسط إخفاقات دبلوماسية

في الذكرى الثانية لاندلاع الحرب الأهلية في السودان، استضافت لندن مؤتمرًا دوليًا في 15 أبريل 2025، بمشاركة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة. هدف المؤتمر إلى حشد الدعم الإنساني وتعزيز الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

دعم إنساني كبير

أعلن المشاركون في المؤتمر عن تعهدات مالية تجاوزت مليار دولار أمريكي لدعم السودان والدول المجاورة المتأثرة بالأزمة، بما في ذلك 590 مليون دولار من الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، و158 مليون دولار من المملكة المتحدة. تهدف هذه المساعدات إلى تخفيف معاناة ملايين المدنيين المتضررين من الحرب، حيث تشير التقديرات إلى نزوح أكثر من 14 مليون شخص ووقوع ما لا يقل عن 20,000 قتيل منذ بدء النزاع في أبريل 2023 .

إخفاقات دبلوماسية

رغم الدعم المالي الكبير، فشل المؤتمر في تحقيق تقدم دبلوماسي ملموس. لم يتمكن المشاركون من تشكيل مجموعة اتصال دولية لبدء محادثات وقف إطلاق النار، بسبب الانقسامات بين الدول العربية المشاركة، مثل مصر والسعودية والإمارات، حول دعم الأطراف المتحاربة . كما أثار غياب ممثلين عن الأطراف السودانية المتنازعة انتقادات واسعة، حيث اعتُبر ذلك تقويضًا لجهود السلام .  

دعوات للعمل الجماعي

أكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، على ضرورة إقناع الأطراف المتحاربة بحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، مشددًا على أهمية الدبلوماسية الصبورة والعمل الجماعي لتحقيق السلام . كما دعا المشاركون إلى احترام القانون الدولي الإنساني وتنفيذ الالتزامات السابقة، مثل إعلان جدة لحماية المدنيين .  

الخلاصة

بينما يمثل مؤتمر لندن خطوة مهمة في حشد الدعم الإنساني للسودان، إلا أن الإخفاق في تحقيق تقدم دبلوماسي يسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه جهود السلام. يتطلب إنهاء الصراع في السودان تنسيقًا دوليًا فعالًا وشاملًا يضم جميع الأطراف المعنية، مع التركيز على الحلول السياسية التي تضمن وحدة السودان وسلامة أراضيه.