كارثة صحية في السودان: تفشي الكوليرا يودي بحياة أكثر من 200 شخص خلال أسبوعين

يشهد السودان تفشيًا خطيرًا لوباء الكوليرا، حيث أودى بحياة أكثر من 200 شخص وأصاب آلافًا آخرين خلال الأسبوعين الماضيين، وفقًا لتقارير رسمية. تتركز الإصابات في العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان، مع انتشار المرض إلى ولايات أخرى مثل شمال كردفان وسنار والنيل الأبيض.

تفاقم الوضع نتيجة للعودة الجماعية للنازحين إلى مناطقهم المتضررة من النزاع، حيث يفتقرون إلى المياه النظيفة والصرف الصحي المناسب. تُعزى هذه الظروف إلى انهيار البنية التحتية الصحية بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين، والتي خلفت أكثر من 14 مليون نازح داخليًا وتسببت في دمار واسع النطاق. 

منظمة أطباء بلا حدود أفادت بأن مراكزها في أم درمان مكتظة بالمرضى، وأن العديد منهم يصلون في حالات حرجة يصعب إنقاذها. وأشارت إلى أن أكثر من 80% من المستشفيات في السودان خارج الخدمة، مما يعيق جهود الاستجابة للوباء. 

الكوليرا، وهي مرض بكتيري ينتقل عبر المياه أو الطعام الملوث، يمكن أن يكون قاتلًا إذا لم يُعالج بسرعة. وتُعد هذه الأزمة الصحية جزءًا من كارثة إنسانية أوسع في السودان، حيث تتفاقم الأوضاع بسبب النزاعات المسلحة والفيضانات ونقص الموارد الأساسية. 

المنظمات الإنسانية تدعو إلى تدخل عاجل لتوفير المياه النظيفة والرعاية الصحية واللقاحات، خاصة في ظل النقص العالمي في مخزون لقاحات الكوليرا. ويُحذر الخبراء من أن استمرار تدهور الأوضاع قد يؤدي إلى تفشي أمراض أخرى، مما يزيد من معاناة السكان في البلاد.